17 - 06 - 2024

عجايب غراب أبيض | "طنطاوي" والأحزاب بدون "زعل"

عجايب غراب أبيض |

لا أعرف هل سأنجو بعد هذه الكلمات من "زعل" أعزاء يتسابقون في الإعلان عن تأسيس أحزاب جديدة طلبا للترخيص الرسمي ولحصة في برلمان، وتحت مظلة "الحوار الوطني"؟، لكن "للصبر حدود".

ما أفاض الكأس أنني ذهبت لمناسبة يوم العمال العالمي "بحزب الكرامة"، فوجدت العمارة التي يسكنها خالية من لافتة تعلن عن اسمه أو أن بها حزبا خارج المجموعة المنتقاه إياها: "مستقبل وطن" وأخواته. ولاحظت أن معظم العمال المكرمين رهن المحابس حاليا، أو من خريجيها مؤخرا. 

يكسر الكأس بعدما فاضت بما فيها ماقرأت بسلسلة الحوارات المتميزة للزميل الأستاذ "حسن القباني"بموقع "فكر تاني" مع أهل سياسة في بلد ماتت فيه السياسة، وما قاله الزميل الصحفي الأستاذ "أحمد طنطاوي"المرشح الرئاسى الذي حيل بينه وبين أنصاره عنوة وبالقوة وبين جمع التوكيلات لمهمته الاستشهادية خوض الانتخابات، وذلك في حوار جرئ متميز للزميلة الأستاذة "رباب عزام" بموقع "زاوية ثالثة". ومقره خارج مصر، وهو أمر يحمل نفس معنى غياب أو تغييب لافتة "حزب الكرامة".

قال "طنطاوي" أن 190 من أعضاء حملته وحزبه "تيار الأمل" تحت التأسيس بدوره في المحابس حاليا، وقد اختلطوا بقائمة مازالت مفتوحة للمعتقلين تضامنا مع غزة. وصرح بما يفيد عظم وسخافة ولا قانونية ما يتعرض له من مراقبة وملاحقة أمنية وتهديدات لأنصاره. والأخطر عندي مشاركة رفاق العمل السياسي سابقا في حصاره وعزله، والصمت إزاء ملاحقة أنصاره من الشباب ومصيره أمام محكمة استئناف تنظر بحلول 27 مايو الجاري الحكم بسجنه وآخرين عاما بعد محاولة ترشحه.. وربنا يستر .

"طنطاوي" صرح بما يعلم عموم المصريين بأنهم بين فكي كماشة: بطش السلطة وتجبرها وبؤس المعارضة وغيابها. وأظنه يحافظ على شعرة معاوية مع الرفاق القدامى، و يتحلى بمكارم الأخلاق عندما يقول "ببؤس" لا "بئس المعارضة". 

ولا أملك وغيري إلا الجهر بالمطالبة بالإفراج الفورى عن معتقلي وسجناء الرأي من الاتجاهات كافة، وبالسلامة والأمان والمواطنة والحقوق المدنية والسياسية كاملة "لطنطاوي" ولمن معه وللجميع. وأتذكر قول شاعر الجاهلية "الأعشى" الملقب "بأبي البصيرة":"كناطح صخر  ليوهنها..."، و"ودع هريرة إن الركب مرتحل..".

وعجايب!
------------------------
بقلم: كارم يحيى

 

مقالات اخرى للكاتب

عجايب غراب أبيض | خبر





اعلان